تأثيرات سلبية للارتفاع غير المسبوق للأقطان

قامت شركات الغزل المحلية بتخفض إنتاجها من الغزول بنسبة‏25%‏ خلال شهر اكتوبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ويؤكد رؤساء شركات الغزل أن جميع المصانع مهددة بالتوقف مع بداية العام المقبل بسبب نفاذ المخزون لديهم من الأقطان وان هذه الصناعة يعمل بها اكثر من‏155‏ ألف عامل واستمرارها والحفاظ عليها ضرورة لصالح الدولة والعمال‏.‏

المهندس محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج يقول ان صناعة الغزل في مأزق غير مسبوق‏,‏ لأول مرة تحظر دول جنوب شرق أسيا تصدير الأقطان بعد أن كانت المصانع تعتمد عليها في انتاج الغزول مقابل تصدير القطن المصري الغالي الثمن وإنه إذا أمكن استيراد أقطان بأن أسعارها زادت بنسبة‏100%‏ منذ سبتمبر الماضي مقارنة بالعام الماضي قال إن ارتفاع أسعار الأقطان المحلية زاد الموقف تعقيدا حيث بلغ سعر قنطار القطن المصري صنف جيزه‏(86)1400‏ جنيه مقابل‏400‏ جنيه في العام الماضي‏.‏

فتوح عبد المجيد رئيس شركة الدلتا للغزل والنسيج يقول اضطررنا إلي رفع أسعار الغزول بسبب زيادة أسعار الأقطان المحلية والمستوردة حيث يباع طن الغزول بـ‏35‏ ألف جنيه مقابل‏25‏ ألف جنيه في عام‏2009‏ وبسبب ندرة القطن اضطررنا إلي خفض الإنتاج بنسبة‏25%‏ وإذا أستمر الحال علي ما هو عليه نتوقع توقف المصانع كليا سواء تابعة لقطاع الأعمال العام أو الخاص‏.‏

أشار إلي ان صناعة الغزل والنسيج شهدت نموا طوال عام‏2009‏ وحتي‏2010/6/30‏ وانعكس النمو علي زيادة الصادرات المصرية وأن نمو هذه الصناعة في تلك الفترة يرجع إلي فرض دعم من الدولة قدرة‏220‏ جنيها لقنطار القطن حيث كانت المصانع تتسلم القنطار وبسعر‏450‏ جنيها مقابل‏1400‏ جنيه في شهر اكتوبر الماضي‏.‏

وأوضح ان الزيادة في أسعار الغزول بنسبة‏60%‏ لم يقابلها أي زيادة حتي الآن في أسعار الملابس الجاهزة والنسيج في السوق المحلي وأرجع السبب الي ان السوق العالمية فرض حظر علي تصدير القطن والغزول فقط ولكن لم يحظر تصدير النسيج والملابس الجاهزة وبالتالي أسعار الملابس لم تتأثر بالقدر المناسب حتي الآن إضافة الي ان السوق في حالة تشبع بالنسيج والملابس المستوردة الرخيصة وبسبب آخر إن المصانع رفعت أسعار الغزول فقط ولكن لم يتم تحريك أسعار النسيج والملابس حتي يمكن المنافسة أمام مثيلها من المستورد وإن المشكلة حاليا منحصره في مصانع الغزل ولكن لو ترك الأمر علي ما هو عليه فإن المشكلة تصل إلي صناعة النسيج ويكون الاعتماد علي المستورد هو المستقبل والصناعة المحلية تموت في جميع المراحل غزل ونسيج وملابس جاهزة‏,‏ رؤساء شركات الغزل يرون أن مواجهة هذه المشكلة يتطلب ضرورة صرف المبالغ التي أقرها رئيس الوزراء كمتأخرات لبرامج الدعم لانقاذ صناعة الغزل والنسيج التي تواجه أزمة خطيرة جراء ارتفاع الأسعار العالمية للغزول والاقطان وان المبلغ المعتمد كان‏400‏ مليون جنيه تم صرف‏200‏ مليون جنيه ولم يتم صرف باقي المبلغ‏.

المصدر: صحيفة الاهرام

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق